فيلم "السفير" الذي قام الراحل فريبرز صالح باخراجه قبل 36 عاما، من أوائل التجارب المهمة للسينما الإيرانية التي تتطرق للتاريخ الإسلامي، وأحد الأفلام التي تنتهي أحداثه بالثورة العاشورائية الخالدة للإمام الحسين (ع).
فرامرز قريبيان أول ممثل في تاريخ السينما الإيرانية يلعب دورا تاريخيّا بعد انتصار الثورة الإسلامية، ولا يمكن نسيان دوره الخالد في فيلم "السفير" (سفير) عندما جسد شخصسة قيس ابن مسهر،سفير الإمام الحسين (ع).
وعن حضوره في فيلم " السفير" يقول قريبيان: أنا سافرت إلى أمريكا وعدت من سفري عام 1980، وكان فيلم "السفير" للمخرج فريبرز صالح أول فيلم شاركت به بعد انتصار الثورة الإسلامية، وقد بدأ تصوير هذا الفيلم في أواخر الخريف، وقد استمر بسبب هواجس المخرج إلى أواخر صيف عام 1981، وقد عرض الفيلم في الدورة الأولى لمهرجان فجر السينمائي.
أما المخرج الراحل فريبرز صالح فقد تحدث انذاك عن اسباب اختياره للمثل فرامرز قريبيان ليلعب الدور الرئيسي في الفيلم إلى جانب باقي الفنانين في العمل وقال : لقد كان أغلب ممثلي هذا البلد العظيم ممثلين بالفطرة وقد عمل السيد فرامرز قريبيان من خلال جهوده المبذولة وصبره وتحمله وأخلاقه الحميدة على تحفيز روح الإبداع لباقي ممثلي العمل لكي أحقق هدفي المرجو من فيلم "السفير". ولكن يجب أن أشير الى أن ممثلي السينما الإيرانية لم يقوموا بدراسة نظرية وتمارين جسدية سوى عدة قليلة جدا.
وتابع صالح: هؤلاء الفنانون لم يكتشفوا جوهر التمثيل أو يدرسوه، وكل ما قدموه هو فطري بجدارة وليس اكتسابيا، لم يدرس ممثلينا علم النفس ولا يعلمون عن علم الأجناس إلا القليل، وبعيدون جدا عن مقولة علم الإجتماع، ولذلك فإن عمل المخرج الجيد يترافق دائما مع دروسه التعليمية للمثلين، ولكنني أثني على ادائهم فقد قدموا هذا النتاج العظيم من اللاشئ، وفرامرز قريبيان من بين الممثلين الجديرين بالثناء من وجهة نظري.
وقد شارك في فيلم "السفير" كل من: فرامرز قريبيان، الراحل عزت الله مقبلي، جلال بيشوائيان، کاظم افرندنيا،الراحل محمد تقي کهنمويي، الراحل کيومرث ملك مطيعي، سامي تحصني، حسين خاني بيك، احمد بهروزي، محسن اصلاني والراحل منوجهر حامدي.
والفيلم عبارة عن 94 دقيقة يروي خلالها المخرج قصة "قيس بن مسهر"، ممثل الإمام الحسين ورسوله إلى "سليمان بن صرد الخزاعي" في الکوفة حيث يقع في قبضة جنود"ابن زياد" والي الکوفة ويقوم بتمزيق الرسالة قبل أن يؤسر.
حاول قيس تأليب السجناء قبل ان يأمر الحصين بن نمير بنقله إلى سجن ابن زياد في الکوفة فيطلب الاخير و بناء على اقتراح من أحد معاونيه من قيس أن يخطب في مسجد الكوفة وأن يكذب على الناس ويقول أن الإمام الحسين (ع) ينوي مبايعة يزيد. يقبل قيس هذا الإقتراح وفي اليوم الموعود يعتلي قيس المنبر و يبدأ بفضح يزيد و زبانيته الامر الذي يدفع بابن زياد إلى اصدار امر برميه من أعلى ابراج الكوفة.
يشار الى ان فيلم السفير عرض عام 1982 في دور السينما الإيرانية محققا الرقم القياسي للمبيعات في ذلك العام .
هـ.ع/هـ.ع